أكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، على الارتباط الوثيق بين التنمية الاقتصادية المستدامة والعمل المناخي، مشيرًا إلى أهمية هذا الارتباط في ضمان جودة حياة أفضل للبشر. وأوضح الشيخ محمد بن زايد أن دولة الإمارات وضعت العمل المناخي في صميم إستراتيجيتها الهادفة إلى تحقيق النمو الاقتصادي والاجتماعي المستدام بالتزامن مع الالتزام بمسؤوليتها تجاه البيئة والأجيال القادمة. وفقًا لوكالة أنباء الإمارات “وام”.
وجاء هذا التأكيد خلال مشاركة رئيس الإمارات ــ عن بعد ــ في “منتدى الاقتصادات الرئيسية الخاص بالطاقة وتغير المناخ ” الذي دعا إليه جو بايدن، رئيس الولايات المتحدة الأميركية. وقد شهد هذا المنتدى مشاركة عدد من قادة ورؤساء حكومات دول العالم، حيث تناول النقاش سبل تعزيز التعاون الدولي في مجال التنمية المستدامة والحد من تغير المناخ.
ويعد تأكيد الشيخ محمد بن زايد على الارتباط الوثيق بين التنمية الاقتصادية المستدامة والعمل المناخي مؤشرًا على الالتزام الراسخ لدولة الإمارات بالحفاظ على البيئة وتحقيق التنمية المستدامة، وذلك في ظل تزايد التحديات البيئية التي تواجه العالم في الوقت الحالي.
وتأتي دعوة دولة الإمارات للمشاركة في هذا المنتدى كونها الدولة المضيفة للدورة الثامنة والعشرين من مؤتمر الأطراف في الاتفاقية الإطارية للأمم المتحدة بشأن المناخ “COP28“.
وقال رئيس الدولة في كلمة ألقاها خلال المنتدى، إن الإمارات كانت أول دولة خليجية تصدق على “اتفاق باريس” وأول دولة في المنطقة تلتزم بخفض الانبعاثات في جميع القطاعات الاقتصادية بحلول عام 2030، كما أعلنت مبادرتها الإستراتيجية لتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050، واستثمرنا ما يزيد على 150 مليار دولار في العمل المناخي، ولدينا خطط طموحة لمزيدٍ من الاستثمارات المستقبلية في هذا المجال.
وأكد، أن دولة الإمارات وخلال رئاستها الدورة الثامنة والعشرين من مؤتمر الأطراف “COP28” ستبذل جميع الجهود المتاحة لتحقيق تقدم جذري في العمل المناخي، والانتقال من وضع الأهداف إلى تحقيقها، والتوصل إلى خطة عمل شاملة، لصالح البشر وكوكب الأرض.
وأضاف: “أن هناك علاقة وثيقة بين الطاقة والتغير المناخي، لذلك علينا تسريع الانتقال العالمي المنطقي والواقعي والمتوازن في قطاع الطاقة من خلال زيادة القدرة الإنتاجية للطاقة المتجددة بما لا يقل عن ثلاث مرات، ومضاعفة إنتاج الهيدروجين.. مؤكداً في هذا السياق ضرورة تعزيز التعاون الدولي في نقل التكنولوجيا وتوفير التمويل اللازم لدعم الانتقال في قطاع الطاقة ومعالجة الخسائر والأضرار خاصةً في دول الجنوب والمجتمعات الأكثر تعرضاً لتداعيات تغير المناخ”.
وشدد، على أهمية أن تنفذ الدول المتقدمة تعهدها بتقديم 100 مليار دولار إلى الدول النامية والحاجة إلى تطوير أداء المؤسسات المالية الدولية لضمان مواكبة هذه المتطلبات، وتأمين التمويل اللازم لتحفيز الاستثمارات، موضحاً أنه رغم تفاقم خطر التغير المناخي فإن العالم لم يفقد فرصته بعد لمواجهة هذا الخطر بشرط توفر الإرادة الحقيقية لتحرك جماعي دولي عاجل للتعامل معه.
وأكد، أن دولة الإمارات ستحرص على أن يكون مؤتمر الأطراف “COP28 ” نقطة التحول الكبرى في هذا المجال.
ووجه في ختام كلمته دعوة مفتوحة إلى العالم لمشاركة دولة الإمارات من الآن في الجهود والمبادرات الهادفة إلى تحقيق نقلة نوعية في العمل المناخي، معبراً عن ثقته وتفاؤله بالاستجابة لهذه الدعوة.